ظاهرة التدوير وتبيين دورها الدلالي والإيقاعي في ديوان نقوش علي جذع نخله ليحيي السماوي

من الإمكانيات الإيقاعية التي يستثمرها الشعراء قديماً وحديثاً هي تقنية التدوير، و هي في معناها التقليدي انقسام الكلمة بين الشطرين؛ حيث يتوزع بعضها في الشطر الأول و الباقي في الشطر الثاني. أمّا التدوير في القصيدة الحديثة يختلف عنه في الشعر العمودي. فهو في الشعر التفعيلي تقسيم التفعيله بين سطر و سطر آخر يلية، أو بين عده سطور في القصيده، وله دور واضح في إثراء البنية الإيقاعية والبنية الدلالية للقصيده العربية الحديثه. من هذا المنطلق يةدف هذا البحث واعتماداً علي المنهج الوصفي التّحليلي الإحصائي إلي تبيين الدور الدلالي والإيقاعي لظاهرة التدوير في ديوان نقوش علي جذع نخله للشاعر يحيي السماوي – كنموذج للشعر العربي الحديث–. وتشير النتائج إلي أن التدوير بما يحقق من غاية الترابط الإيقاعي بين السطور الشعرية في بنية القصائد يسهم في تماسكها وانسجامها. وقد جاء التداخل الموسيقي عبر التدوير في التفعيله، كروابط إيقاعية تجعل من النسيج الشعري أكثر تماسكا، وتعزز تماسك الإيقاع الموسيقي وتجعل من بناء المقطع يموج بالحركه الإيقاعية بعيداً عن الرتابه. ولا تقف تقنية التدوير عند المستوي العروضي فقط، بل للعامل الدلالي دوره الواضح في إجبار بعض المواضع علي التدوير. والتدوير يسهم في تكثيف درجة الإيقاع الشعري من جهة، و يؤدي دوراً أساسياً في تعزيز إيقاع العاطفي الشعوري الجمالي من جهة ثانية. وبذلك نري أنّ التدوير الذي حدث في الديوان كان لأغراض جمالية منها ما ارتكز علي العامل العروضي الإيقاعي، ومنها ما كان للعامل الدلالي للتعبير عن تجربة الشاعر الشعورية.