القصه القرآنيه والسرديات الحديثه: دراسه في مناهج الدارسين وتوجهاتهم النقديه

كانَ للمنهجِ السردي الحديث أثرٌ واضحٌ فى دراسه النصوص الأدبيه البشريه، بل تعداها إلي دراسه القصه القرآنيه التي أصبحت مجالا خصبا لتطبيقه بإجراء آلياته النقديه. في مجال بحثنا عن الدراسات التي قد وظفت السرديات الحديثه في دراسه القصه القرآنيه، نجد أنفسنا أمام عدد هائل من الأبحاث، التي تناولت القصه في القرآن ولم تعرف طريقا واحدا في تفاعلها معها. أتت هذه الدراسه لتطرحَ كيفيه معالجه الباحثين القصه القرآنيه في ضوء السرديات الحديثه، وتتصدى للكشف عن المحاولات المنهجيه لدراسه القصه القرآنيه، ليس بالعرض والتقديم وحسب، بل بالنقاش الذي يكشف عن جهود الدارسين ويستبطن رؤاهم، وذلك وفقا للمنهج التحليلي الذي يقوم برصد المقالات المنشوره بالمجلات المحكمه في ثلاث دول إسلاميه هي؛ إيران، والعراق، والجزائر، في مدهٍ تتزامن بدايتها العقد الأخير من القرن العشرين إلى يومنا هذا، ومعاينه ما أنجزه الباحثون في هذا المجال على اختلاف المقاربات والإجراءات، ودراستها، ثم محاوله الخروج منها بخلاصات مهمّه، حتى يعطي هذا النوع من الدراسه أهميته داخل المنظومه النقديه. وتبيّن لنا في خاتمه البحث أنَّ توجهات الباحثين في دراسه القصه القرآنيه تنقسم عده أقسام في الإجراء وفي كيفيه تعاملها مع المنظومه المفاهيميه التي عرفتها تطبيقات البنيويه الغربيه على النص السردي، فقسمٌ من المقالات ينقد النصوص نقدا ميكانيكيا، إذ يجعل التوظيف صدى للتنظير، ويخرج قسمٌ آخر عن مقتضيات المعاينه السرديه ويجري تعديلا في المنهج المتبع، كما يتفاعل قسمٌ منها مع النص ولا يخضع لخطه مدروسه بهدف البحث عن مدى ملاءمه النظريه المطبّقه على الماده التي تطبّق عليها. وثمه دراسات لم يعتمد أصحابها على أي منهج خاص سوى الاكتفاء بالإشاره إلى بعض ملامح النقد السردي، وجاء تحليلهم قراءه تأويليه ذاتيه تصدر عن ذوق الناقد وانطباعه دونما الارتكاز على منهج نقدي واضح في التطبيق.