أنماط سرديّه الزمن في شعر محمّد عفيفي مطر؛ قصيده «خطوات مقتلعه» نموذجاً

تميّز الشعر العربيّ المعاصر بخرق جدران نظام القصيده التقليديّ واتّسعت آفاقه الدلاليّه عن طريق تطعيم الخطاب الأدبيّ ببنيً سرديّه تنير أقصي مبلغ من إبداع الشاعر في تجسيد الخيال والرؤيه الجماليّه لمواضيع أرجائه المثيره. يعدّ الزمن بين أهمّ العناصر المكوّنه للسرد تقنيهً زاهرهً أتت العنايه بها انطلاقاً من التتابع المنطقيّ للأحداث، بينما لا يخضع الزمن السرديّ له اليوم، بل يمكن السارد أن يتلاعب ببنيته ويوظّف أنماط عدوله عن الخطّيّه عبر تمازج وتفاعل يقيمهما بين مستويات زمنيّه شتّي. لقد اهتمّ محمّد عفيفي مطر في قصيده «خطوات مقتلعه» بأنماط زمن السرد اهتماماً بالغاً بحيث يلمس بغزاره أنّ الزمن فيها يتحوّل دوماً ويتحقّق التداخل الزمنيّ ببناء جسر دلاليّ من أحداث الحال إلي الحدث الماضي والمستقبل. تعتمد هذه الدراسه علي المنهج الوصفيّ التحليليّ وتهدف أيضاً بمتابعه عنصر الزمن في هذه القصيده إلي تسليط الضوء علي حوافزه و وظائفه السرديّه. لقد وصل البحث إلي أنّ القصيده تتّسم بالنسيج الزمنيّ المتماوج في حنايا أحداث اللحظه الآنيه الّتي تستطيع أن تشمل الماضي في وحده شعريّه ثمّ تبغي رؤيه الآتي في أخري؛ فيتلاعب الشاعر بالنسق الزمنيّ للسرد ويخرج مراراً عن رتابه الأزمنه مستمدّاً من المفارقات الزمنيّه لسدّ الفجوات الجذريّه في الماضي أو إخباره العاجل بالأحداث اللاحقه وقد يتدخّل في مدي حركه الزمن.