أهل بيت النبوة الأطهار في القرآن الكريم في دراسات المستشرقين

لقد وقف عدد من المستشرقين القدامى والمحدثين على مسائل دقيقة ومهمة في الفكر الشيعي عامة وفي عقيدة التشيع الإمامي بشكل خاص. ومن بين هذه الموضوعات الآيات الكريمة التي تؤشر بشكل لا يقبل التأويل وإثارة الشكوك والتساؤلات وهو موضوع (آل بيت النبي"ص") فمن المعروف أن هناك عدّة آيات تبين المدلول التاريخي والأجتماعي (أي الأسري) لأهل البيت لاسيما ما ورد في سورة الأحزاب آية رقم33 إذ قال عزّ من قائل بسم اللّه الرحمن الرحيم (إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا). فالمقصود بتعبير أهل البيت هاهنا بحسب الكثير من المفسرين إنهم أهل بيت النبي أو كما أشار رسول اللّه$ في حديثه الشريف المعروف في الفكر الشيعي بحديث أهل الكساء؛أو حديث أهل العباءة:- وهم رسول اللّه وعلي وفاطمة والحسن والحسين(. المستشرقون شأنهم شأن عدد من المفسرين المسلمين الذين لا يرغبون بل ولا يرضون أن يكون هذا التعبير (أهل البيت) مؤشرا بيّنا ومحدّدا بآل بيت النبي$ المنتسبين اليه بصلة الرحم (أولوا الأرحام) والأقربين نسبا. فراحوا يتجولون يمينا وشمالا في تفسيراتهم التي تهدف أساسا الى توسيع دائرة فحوى هذا التعبير لجعله يبدو وكأنه عامّا وشاملا؛ محاولة منهم الى إبعاده عن نصّه المركزي بمعنى أهل بيت رسول اللّه. فهناك من المفسرين المسلمين، ويقف الطبري على رأس القائمة، من فسّر قول اللّه سبحانه وتعالى بأنه لا يشير الى رسول اللّه والإمام علي والعترة الأخيار بل يشير الى مضمون عام هو المتعلق بتوصيات اللّه تعالى وأرشاداته الموجهة الى أمّهات المؤمنين

no abstract