السرد الموسيقي ومكوناته الأساسية في رواية المصائر لربعي المدهون

اﺗﺴﻊ ﺗﺪاﺧﻞ اﻟﺮواﯾﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة واﻟﻔﻨﻮن اﻟﺒَﺼَ ﺮﯾﺔ واﻟﺴﻤﻌﯿﺔ وﺗﻤﺖ اﺳﺘﻌﺎرة ﺗﻘﻨﯿﺎت ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻔﻨﻮن واﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺜﻔﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ، ﺣﺘﯽ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯿﺮة ﺗﻮﻇﯿﻒ اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﯽ وﺗﻘﻨﯿﺎﺗﻬﺎ وآﻻﺗﻬﺎ وأﻧﻮاﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﺑﺼﻮرة ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻓﻨﯿﺔ ﻋﻠﯽ أﺻﻌﺪة ﻣﺘﻌﺪدة. ﯾﺒﺪو ﺗﻮﻇﯿﻒ اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﯽ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ ﻣﺴﺘﺤﯿﻼً أو ﺻﻌﺒﺎً ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻷن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻨﻬﻤﺎ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺺ اﻟﺮواﺋﻲ وﻧﺤﻦ ﻻﻧﺸﻌﺮ ﺑﻮﺟﻮدﻫﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺧﻼف اﻟﺸﻌﺮ اﻟﺬي ﯾﻘﻮم ﻋﻠﯽ اﻟﻨﺒﺮة اﻹﯾﻘﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﮑﺜﻔﺔ. ﻟﮑﻦ ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﯽ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة واﺗﺴﻌﺖ داﺋﺮﺗﻬﺎ ﺧﻼل ﻃﺮﯾﻘﺘﯿﻦ: اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة وﻏﯿﺮ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة . ﻧﻼﺣﻆ ﺗﻮﻇﯿﻒ اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﯽ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ ﺑﺼﻮرة ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﻟﮑﻦ ﻧﺠﺪ اﻵن اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﺑﺎﻟﻮﺿﻮح ﻓﻲ إﻃﺎر ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﯽ ﮐﺎﻟﺴﻤﻔﻮﻧﻲ واﻷﺑﺮا واﻟﺒﺎخ وإﻟﺦ. ﻧﻈﺮاً إﻟﯽ أﻫﻤﯿﺔ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة وﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﯿﻮﯾﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺮواﺋﯿﺔ وﺗﻮﻇﯿﻔﻬﺎ ﻋﻠﯽ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ، ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺤﻠﻞ ﻫﺬه اﻷﻧﺴﺎق اﻟﺘﻲ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﻬﺎ اﻟﺮواﺋﻲ ﻟﻠﺘﻌ ّﺮف اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻋﻠﯽ اﻟﻤﮑﺘﺴﺒﺎت اﻟﺮواﺋﯿﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة. ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﯾﺘﺨﺬ رواﯾﺔ اﻟﻤﺼﺎﺋﺮ ﻟـ رﺑﻌﻲ اﻟﻤﺪﻫﻮن ﻟﺪراﺳﺔ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﯽ اﻟﺴﺮدﯾﺔ وﻣﻮاﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣﻌﺘﻤﺪاً ﻋﻠﯽ اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻮﺻﻔﻲ - اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﻲ،ﮐﻤﺎ ﯾﺤﻠﻞ اﻟﺠﻤﺎﻟﯿﺎت واﻟﻨﻮاﯾﺎ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺮﺻﺪﻫﺎ اﻟﺮواﺋﻲ ﻋﺒﺮ ﺗﻮﻇﯿﻒ ﻫﺬا اﻟﻨﺴﻖ اﻟﺴﺮدي اﻟﺠﺪﯾﺪ. ﺧﻠﺼﺖ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ أن اﻟﻤﺪﻫﻮن ﻗﺎم ﺑﺘﻮﻇﯿﻒ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺴﺮد اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﻲ وﺗﻤﻬﯿﺪ أرﺿﯿﺎﺗﻪ ﻓﻲ رواﯾﺘﻪ ﻋﺒﺮ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﺆﺷﺮات ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺴﺮدي وﺗﻘﻨﯿﺎﺗﻪ. ﻗﺪ ﺗﻀﺎﻓﺮت ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ اﻟﺤﮑﺎﺋﻲ أﻫﻢ آﻟﯿﺎت اﻟﺴﺮد اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﻲ ﺣﯿﺚ ﺟﻌﻠﻪ اﻟﺮواﺋﻲ ﻣﺒﻨﯽ ﻟﻠﺴﺮد ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ. أﻣﺎ اﻹﻃﺎر اﻟﻤﺨﺘﺎر اﻟﻤﻮﺳﯿﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ اﻟﮑﻮﻧﺸﺮﺗﻮ ﻣﻊ ﺣﺮﮐﺎﺗﻬﺎ اﻷرﺑﻌﺔ. إﺿﺎﻓﺔ ﻋﻠﯽ ذﻟﻚ اﻫﺘﻢ اﻟﻤﺪﻫﻮن ﺑﺎﻹﯾﻘﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﺜﯿﻤﺎت واﻷﻓﻀﯿﺔ ﯾﻀﯿﻒ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺎﺷﯿﺪ واﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻼﺋﻢ اﻟﻤﻀﻤﻮن اﻟﺴﺮدي ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ؛ ﮐﺬﻟﻚ ﺗﻢ إﺑﺮاز اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺮواﯾﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻼﻋﺒﺎت اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﯿﻼﺋﻢ ﺣﺎﻻت اﻟﺸﺨﺼﯿﺎت واﻷﺣﺪاث.