الزمن ومفارقاته السرديه في روايه (قابيل أين أخوك هابيل؟) لإبراهيم الكوني

يعدّ الزّمن ومفارقاته السّرديه من التقنيات الأساسيه في الرّوايه ولو انتفي، ينتفي القصّ وسحر الرّوايه التي يروم الروائي إلقاءه علي المتلقّي وإلي جانب بقيّه العناصر السّرديّه، يسهم في تحديد طبيعه الرّوايه وشكلها وبنيتها ويرتبط شكل الرّوايه ارتباطاً وثيقاً بمعالجه عنصر الزّمن. تحكي روايه «قابيل أين أخوك هابيل» عن الأحداث في حكم القرمانليين علي أرض ليبيا والقضيه الرئيسه هي قتل أخ بيد أخيه الأصغر لاستلام الحكم وأصبح هذا الحدث الهام يبيّن موقف كلّ شخصيّه في بحثها وموقفها عن الذّات. تكمن أهميّه دراسه روايه قابيل أين أخوك هابيل في تقديم لمحه من تاريخ أرض ليبيا للقارئ وإرشاده علي هذا العمل والتعرّف علي الطّابع الفنّي للرّوائي. حيث جمع بين التاريخ والأدب والواقع والخيال. تناول هذا المقال المفارقات الزّمنيه في الروايه ويسلّط الضّوء علي الاسترجاعات والاستباقات الدّاخليه والخارجيه وحوافزها وفقاً للمنهج النّقدي_التحليلي، كما يعالج التقنيات السّرديّه الأخري المتعلّقه بالزّمن كتسريع السّرد الذي تجلّي في الخلاصه الزّمنيه والحذف وإبطاء السّرد الذي اتّضح في الوقفه والمشهد الحواري، يهدف المقال إلي معرفه كيفيّه استخدام المفارقات الزّمنيه ومدي تأثيرها علي الكتابه الرّوائيه لدي الرّوائي. ومن أهم النتائج التي توصّل إليها هي أنّ الرّوائي استخدم المفارقات الزّمنيه بغيه التّعريف بالشّخصيّات وكثُرت الاسترجاعات بالنّسبه إلي الاستباقات وكذلك الاستباقات الدّاخليه بالنّسبه إلي الخارجيه لأنه يهدف إلي خلق أحجيات يودّ أن يتلقّاها المتلقي نفسه وبشكل فجائي دون أي مداخله من قبله واستخدم الرّوائي الوصف السّردي بغيه الوقفه السّرديّه كفن من فنون الإبطاء وترابط المشهد الحواري مع الوظائف السّرديه الأخري، ووصْف الكوني للشخصيّات من أجمل الوقفات السّرديّه التي استخدمها في الرّوايه.