تقنية الاسترجاع في شعر فاروق جويدة ورضا براهني علي أساس نظريّة جيرار جينيت، (دراسة مقارنة)

إنّ الاسترجاع عند جيرار جينيت تقنية جديدة من تقنيات عرض أحداث السرد ونوع من المفارقة الزمنية يستجير به الشاعر لربط الأحداث والشخصيّات بالزمن الماضي عند تنامي السرد أم توقّفه عند موضوع محدّد. تقنية الاسترجاع في الشعر السردي المعاصر فضلاً عن تخليص السرد من الرتابة والخطيّة تساهم في تنوير أعماق التطوّرات الدلاليّة الحاصلة في السرد وتغيير الحالات النفسية والاجتماعيّة للشخصيّات. يتنازل فاروق جويدة ورضا براهني عن النظام الخطّيّ للزمن في قصائدهما السردية ويوليان أهميّة بالغة لمؤشّرات الزمن الماضي في حقول مختلفة كتدعيم حبكة بعض الأحداث واللحظات الّتي يدركها السرد وإضاءة الجوانب الغامضة فيه. تحاول هذه الدراسة بانتهاج المنهج الوصفيّ - التحليليّ أن تطبّق تمظهرات الاسترجاع من منظور جيرار جينيت في شعر فاروق جويدة ورضا براهني، معتمدة علي مبادئ المدرسة الأمريكيّة للأدب المقارن. يدلّ مجمل نتائج البحث علي أنّ تقنية الاسترجاع في شعر فاروق جويدة ورضا براهني ترتبط ارتباطاً مباشراً بشدّة الآلام والأحزان الّتي تعرّض لها الشاعران آنفاً وتساعدهما جدّاً علي معرفة جذور المشاكل وتقديم ظروف مشابهة لها من الزمن الماضي. يأتي الاسترجاع في شعر فاروق جويدة بأنواعه الكلّية والداخلية والخارجية لسدّ فجوات الدلالة وإكمال نقائص الزمن الحاضر، غير أنّه في شعر رضا براهني قد ينزع إلي تغيير دلالة الحدث في حنايا معالجة موضوع منتمٍ إلي السرد ويلازم الإلحاح علي استرجاعات مكرّرة.