السرد البانورامي ومؤشراته في رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي

السرد البانورامي من الأنساق السردية التي تم توظيفه في الرواية العربية الجديدة. الشكل السردي الجديد الذي له طابع شمولي وممتد وقوة بصرية فائقة بما يكون مقتضباً من تقنية البانوراما من تقنيات الفن الفوتوغرافي. فهو يتيح للروائي أن يبني روايته علي أساس المشاهد واللقطات التجسيدية كما يساعده في تسريع السرد وتعطيله والخوض في تفاصيل المواد المحكية لتعكس بشاعة المادة أو تحبيذها أكثر أثراً وثقة في المتلقي. نظراً إلي توظيف السرد البانورامي في رواية فرانكشتاين في بغداد، لأحمد سعداوي، تتوخي هذه المقالة، دراسة هذا النمط السردي ومؤشراته الأساسية في هذه الرواية التي تتجسد بعض القضايا العراقية في العصر الراهن، وهي تعد من مشروع الرواية الجديدة التي تقمصّت بالفنون والأشياء الجديدة وظهرت في الأنواع والأشكال المختلفة وهذه الدراسة تمارس دراسة هذه القضية وتنوي الكشف عن إحدي أنساقها. قد تخلّصت النتيجة إلي أن الرواية تتمتع بالخصائص المتميزة علي صعيد العناصر الروائية تقتربها بالسرد البانورامي؛ فالروائي يروي الأحداث حسب الرؤية الخلفية أو الفوقية برصدها علي البعد. كما نجد أن سعداوي التقط الأحداث والمشاهد بالطابع الشمولي والواقعي بحيث كأنها تجري تجاه أعيننا بصورة كاملة كما يسجل الكاميرا، إذن يمكننا معاينة القوة البصرية للأحداث بجلاء في الرواية، لإمكانية السرد البانورامي في تجسيد الأشياء وتصويرها.