دينامية الانزياح الدلالي في القرآن الكريم بين إلف الاستعمال وعمق الدلالة

يعد الانزياح أسلوبا بلاغيا مثيرا كونه يحدث أثرا وتأثيرا دلاليا لدى المتلقي، فيأخذه إلى فضاءات أكثر رحابه، وانعكاسات أبعد عمقا من ناحيه المعنى والدلاله، فهو ينظر إلى الوظيفه اللغويه بوصفها وظيفه تفاعليه بين المبدع والنص والمتلقي، وليست مجموعه من القواعد التي تتعامل مع اللغه على أنها قوالب لا يمكن تغييرها ولا الخروج عليها وعنها. إن الانزياح يُحمِّل النص من الدلالات التي لا يمكن أن يهتدي إليها المتلقي إذا سلك سبيل الصوره النمطيه العاديه المألوفه وغير المنزاحه، ويكون الانزياح أبلغ ما يكون حين يتعلق الأمر بالنص القرآني وهو يقدم الصوره القرآنيه فتكون بانزياحها أبلغ في الدلاله من نطق جميع الناطقين مما سواها من الصور العاديه. وفيما يخص الدافع إلى هذا البحث فإنما حداني إليها تهيامي بالأسلوب القرآني الذي لا يضاهيه أسلوب، ولا ينازعه منوال. ثم رغبتي في تتبع آي الذكر الحكيم وما فيها من أبعاد دلاليه، وزوايا تعبيريه حين تخرج عن السياق اللغوي والدلالي المألوف إلى دلالات عميقه، ومعاني بعيده، عن طريق الانزياح في البنى التركيبيه لجزئياتها المتراصه بغرض التأثير النفسي، والتغيير الانفعالي لدى المتلقي. ولهذا؛ فقد انبرى القلم، وتاقت النفس، وسمقت الهمه للولوج إلى تلك الظاهره وأثرها الدلالي في القرآن الكريم، متخذين من المنهج الوصفي التحليلي منهجا لنقف به على الأسباب، ونزيل به ما علق من القشر باللباب، ونفسر ما ورد من انزياح دلالي في آي الذكر وفصيح الكتاب.