التوفيقٌ بينٌ الحفاظ والاستثمار لمواقع التراث العمرانى ( الواقع والتحدياٌت )

مثل التراث العمراني لبلادنا العربية ثروة قومية معمارية وحضارية ثمينة تربط مجتمع تلك الدول في العصر الحديث بجذوره التاريخية، ويعد موردا اقتصادية هامة في مجال الاستثمار ليس فقط على المستوى المحلي ولكن على المستوى الدولي ايضا ، ومن ثم فان الحفاظ على هذا التراث واستثماره يعد من اهم الاسس الاقتصادية لعمليات التنمية المستدامة ، وتعد اشكالية استثمار التراث من اهم القضايا التي تواجه المواقع التراثية في اغلب المدن العربية التي تحتوي على مواقع تراثية مشابهة ، وتعتبر اولى خطوات هذه الاشكالية هي عمليات استثمار المناطق التراثية فهي عملية تتطلب التواصل ووجود روى جديدة نتيجة للتغيرات المحلية والاقليمية المتسارعة والمتلاحقة لعمليات التنمية الشاملة التي تحدث في تلك المناطق وما يحيطها نتيجة لعوامل الزمن والتغير البشري ، وتعتبر مشاريع الحفاظ على هذا التراث واستثماره من اكثر العمليات التشغيلية تعقيدة وذلك نظرا لوجود مجموعة من المحددات والمعايير التي تعتمد على التوافق بين اهداف الحفاظ وبين التغيير المصاحب لاستمرارية التراث وتسويقه بفاعلية استثماره بصورة تعمل على ازدهاره والحفاظ عليه من الاندثار من ناحية ، وتحقيق العائد الاقتصادي المرجو منه من ناحية اخرى. لذا فيناقش البحث التاثيرات السلبية للتعامل مع المواقع التراثية العمرانية والمتمثلة في الفصل بين سياسات الحفاظ وبين الاخذ بمقومات الاستثمار والبعد الاقتصادي الذي يشكل بدوره الفائدة الاقتصادية والاجتماعية للمناطق التراثية ، وانطلاقة من الاهتمام بالحفاظ على التراث العمراني وحمايته وتفعيل دوره في برامج التنمية المستدامة يركز البحث على ابراز دور استثمار التراث العمراني ومردوده الاقتصادي في استدامة المواقع التراثية العمرانية من خلال فكرة التوفيق بين الحفاظ والاستثمار ، وذلك من خلال ابراز الاهمية الاقتصادية للتراث العمراني وتحديد برامج وطرق الاستثمار ومصادر التمويل الممكنة في مناطق التراث العمراني، والتعرض التطبيقي لاحد اهم واقدم المناطق التراثية العمرانية بالقاهرة التاريخية (الدرب الاحمر) كحالة دراسية وكاحد المناطق التراثية الملائمة للاستثمار نتيجة لمقومات تراثها العمراني وموقعها التاريخي والاستراتيجي المميز ، وذلك من خلال رصد وتشخيص الوضع الراهن مع تحديد اهم الدروس المستفادة من تلك التجربة وتحديد اعتبارت الاستثمار ومردودها الاقتصادي على المنطقة ، بالاضافة الى خلاصة الدروس المستفادة لبعض التجارب العالمية، ومن ثم صياغة روية ومنهجية مستقبلية مستدامة تساعد على الحفاظ والاستثمار بالمناطق التراثية في آن واحد وتطبيقها على مناطق التراث العمراني لمصر والدول العربية ، واخيرا الوصول لاهم نتائج الدراسة التي توكد على اهمية استثمار التراث العمراني في المناطق التراثية وان دراسة التجارب المحلية والعالمية الرائدة تعتبر معيار للدراسات الحالية والمستقبلية ، وتساعد ايضا في صياغة المنهجيات وسياسات الحفاظ ونظم الاستثمار واوجه الاقتصاد بما يضمن استمرارية ازدهار المواقع التراثية العمرانية .