تجليات السخرية و أساليبها في نهج‌ البلاغة (الخطب المائة الأولي أنموذجا)

تحتوي السخرية في الأدب علي توليفه من النقد و الهجاء و التهكم و الدعابة يستخدمها الأديب للتعبير عن القضايا التي تدعو إلى الانتقاد في المجتمعات بلغة ساخرة مليئة بالضحك و الدعابة. هذا الفن من الأدب هو مرآة سحرية تنعكس عليها الحقائق المرة في المجتمع بصورة عذبه تجذب قلوب المخاطبين، وتضحكهم أولا وتحثهم على التفكر والتدبر والاعتبار ثانيا. إذا تصفحنا خطب نهج­البلاغه رأينا فيها أسلوبا ساخرا معجبا يسترعي انتباه القارئ. يشهد التاريخ أن الحياة السياسية للإمام علي(ع) كانت مفعمة بالأحداث السياسية التي تطرق إليها أميرالمؤمنين(ع) ضمن خطبة بصورة موجزة مثيرة. إنّ هذه الدراسة بالاعتماد علي المنهج الوصفي و التحليلي هدفت إلي إبراز السخرية في المائة الأولي من خطب نهج­البلاغه و كيفية تصويرها و صياغتها من الناحيه البيانيه الأدبيه وتبيين أهم ميزاتها وأساليبها. خلصت الدراسه إلي أنّ الإمام(ع) وظّف أنماط السخريه وأساليبها لإسباغ الطرافة علي بعض ما يسرده و للتعبير عن واقع المجتمع ودعوه المخاطب إلي التأمل و التروي ولم يعمد إلي التجريح و الإهانة في صوره الساخرة و هذه الأساليب تلعب دورا بارزا في إقناع المخاطب وحثة علي الخضوع للحق والصدود عن الباطل.