التشظّي و الالتئام في نص رواية «بنات قِبلي» لماهر مهران

تتسم رواية بنات قِبلي للأديب المصري ماهر مهران بتجربة سردية متميزة؛ بحيث لا تصنف هذه الرواية ضمن الروايات التقليدية من ناحية أساليب السرد، فلقد اعتمد ماهر مهران في روايته علي تكنيك فني في السرد جعل من روايته رواية متشظّية. وما نقصده هنا من مفهوم التشظي أن الرواية تفكّكت وانقسمت إلي مقاطع منسجمة و متداخلة في ما بينها بحيث تكون متناسبة مع القضايا التي يريد الكاتب الإفصاح عنها. أما مفهوم الالتئام فنقصد منه الانضمام و التماسك في النص. ولكي تثبت الدراسه هذه الفكرة فقد اعتمدت علي المنهج الوصفي التحليلي للكشف عن أساليب السرد في روايه quot;بنات قِبلي quot; ثم الكشف عن أهمّ الأسباب والدوافع التي دفعت الكاتب إلي توظيفها وأخيراً تسليط الضوء علي الدلالات التي نتجت عن استخدامها. تتألّف الروايه من حكايتين؛ حكايه quot;فهيم العقيلي quot; وحكايه quot;السعفاء quot;؛ تدور الأولي حول قضيه الثأر في صعيد مصر، وتركّز الثانيه حول قهر المرأه في المجتمع الصعيدي. ومن أهمّ ما وصل إليه البحث أن حكايه quot;فهيم العقيلي quot; معتمده علي فكره تشظي النص ومضمون الحكايه والأفكار التي يريد الكاتب نقلها للقارئ، الراوي وشخصيته، ومشاركه القارئ للمؤلف في الروايه، هي ما دفعته إلي توظيف هذا التكنيك الروائي الحداثي. وأما الحكايه الثانيه، حكاية السعفاء ، فتم سردها علي أساس نص ملتئم يعتمد علي بداية و نهاية وصراع، وهو يناسب قضية قهر المرأة.