التنمية المستدامة بين المشكلات البيئية وتوفير الامن الغذائي في العراق

مضمون التنمية البشرية المستدامة يستند الى فكرة ضمان فرص العمل للاجيال المقبلة اي بمعنى الانصاف في التوزيع او تقاسم الفرص الانمائية بين الاجيال الحاضرة والاجيال المقبلة فھي تنمية لا تولد فقد نمواً اقتصادياً ولكنھا تھتم بالتوزيع ايضاً وھي ايضاً قد اضافت الى ابعاد مفھومي التنمية البشرية والتنمية المستدامة بعداً آخر ھو راس المال الاجتماعي الذي يتلخص بانه استعداد الناس للالتزام الواعي بالتنازل عن بعض طموحاتھم من اجل الاجيال الحالية او المقبلة. وتھتم التنمية البشرية المستدامة بالتنمية الزراعية المستدامة بعد ان تم الاعتراف باھمية مفھوم الزراعة ، فوضعت لاول مرة البرامج والتدابير الرامية الى تعزيز الامن الغذائي بطريقة مستدامة، ويعني ذلك انه لابد للتنمية الزراعية والريفية المستدامة بما في ذلك الغابات ومصايد الاسماك ان تلبي الاحتياجات التغذوية وغير ذلك من الاحتياجات البشرية للاجيال الحالية والمقبلة، وان توفر فرص عمل مستدامة ولائقة، وان تحافظ على القدرات الانتاجية والتجديدية لقاعدة الموارد الطبيعية وتعزيزھا حيثما يكون ذلك ممكنا والحد من التعرض لنقص الاغذية وتعزيز الاعتماد على الذات . وقد اصطدمت عملية التنمية البشرية في العراق بمشكلة غذائية ، اذ يعاني الاقتصاد العراقي من مشكلة تحقيق الامن الغذائي ، وقد يتجسد السبب في المشاكل البيئية التي يعاني منھا والتي اثرت بدورھا على القطاع الزراعي وتسببت في عجزه عن تلبية المتطلبات الغذائية للمجتمع من المنتجات الزراعية بنوعيھا النباتية والحيوانية ، وبدى ذلك واضحا من خلال متابعة الحقائق والمعلومات المتوفرة عن واقع الانتاج الزراعي، والتي حددت موشرات ھذه المشكلة في تدني نسبة الاكتفاء الذاتي نتيجة لتدني نسبة الواردات الغذائية ، واتساع الھوة بين الصادرات والواردات وتزايد الاعتماد على الاستيرادات الخارجية ، وكذلك انخفاض السعرات الحرارية للفرد الواحد في العراق .