نظرة تحليلية على الغزل عند ابن المعتز

الغزل فن رقيق من الفنون الشعرية، ينبع عن احساس دقيق وخاصة انَّ صاحبه نشا في بلاط يتردد اليه القيان والمغنون وترعرع في جوّ يزخر بالموسيقي كما يزخر بالاشتياق نحو التجديد، فنري ابن¬المعتز نشا في مثل هذا الجوّ فزاد غزله رقّة وسلاسة لا نكاد نري مثله في الآثار الغزلية الاخري؛ انّه تفنن في انواع الغزل، المذكر منه والمونث علي¬السواء،كما اضاف الي الغزل فناً ثالثاً سمّاه المجون وتقدم فيه، ويغلب علي غزله المقطوعات ويجنح الي القصة والحوار في شعره وبرع فيهما؛ فله غزل سار فيه مسار القدامي وهو الذي نجده في مقدمة قصائده كما يفعل الشاعر الجاهلي غير انه ترك البكاء علي الاطلال واستيقاف الاحبّة عليها، بل اتي بمظاهر الحضارة الجديدة مثل ما شبّه صدغيها بالعنقود وملبسها فاختيّ اللون و...وغزل استخدمه بنفسه كما نراه في الغزل المجوني والغلماني وتبعه الكثيرون من القادمين، هذا ومع انّ المراة كانت كثيرة في عصره ويسهل الاتصال بها لكنها كانت عزيزة المنال عليه وغالية الوصال ومن هنا يمكننا ان ننزّه غزله من صرخة الجنس وطغيان الشهوة.