لصُّور البصريه والسّمعيه المحوّله في شعر سهراب سبهري و عبدالوهاب البياتي (دراسه و مقارنه)

انّ للحواس الخمس و خاصّه لِصورها البصريه والسّمعيه المحوّله بعضها الي بعض دوراً مرموقاً بارزاً في خلق و تشكيل الصّور الشّعريه و اعطايها الجماليه الفنيه و انّ توظيف الشاعر لهذه الآليه التصويريه و التي تسمّي بتراسل الحواس، يحرّك نوعاً من الآثاره الذّهنيه والتخييليه لدي القاري و بسبب هذه المحاوله التحوليه للحواس، تتجرد المحسوسات احياناً مِنْ حسيتها الواقعيه وتتحول الي مشاعر عميقه موثّره تثير في نفسيه المتلقي ما لا يتوقعه؛ فيساهم بذلك في تعميق الرويه التي يسعي الشاعر لنقلها الي القاري. انّ هذه الظاهره الشعريه الجماليه التي يعتمد عليها بعض الشعرا المعاصرين بوصفها احدي آليات الانزياح الدّلالي تعتبر من العناصر الشعريه الهامّه. يتناول هذا المقال بالدراسه والتحليل والمقارنه هذه الظاهره الجماليه في شعر الشاعر الايراني «سهراب سبهري» والشاعر العراقي «عبدالوهاب البياتي» في صورهما الشعريه. انّ نتايج هذه الدراسه تدلّ علي انَّ الحواس الخمس لدي الشاعرينِ كثيراً ما تغادر وظايفها المعهوده بها الي وظايف غريبه تتقاطع منطقياً مع مُهِمَّتها المالوفه لتحقّق الاغراض التي تعجز عن توصيلها التراكيب العاديه في اللغه.