قراءه نسويه في اُمنيات الهجره لدي النساء المتخصصات: تضخم التعليم العالي في ايران علي محك النقد

انّ المسار الصاعد للهجره الي الخارج لدي النساء المتعلمات في ايران اصبح خلال السنوات الاخيره معضلاً وتحدياً امام صنّاع القرار والمشرعين، يفرض عليهم البحث عن اسباب وجذور هذه المشكله ومحاوله معالجتها بعد الوقوف علي تلك الاسباب والخلفيات. تسعي الدراسه الحاليه الي مناقشه التاثير المتزايد للتعليم العالي في تسريع مسار الهجره الي الخارج لدي النساء المتخصصات. ونظراً الي تحول التعليم العالي الي نظام كمي فاقد لروح النشاط القائم علي الفرديه والخصوصيه يجدر بنا ان نتعرف علي هذا المناخ الذي من شانه ان يزيد في رغبه النساء علي الهجره، ويعزز نوايا الهجره لديهن. اعتمدنا في الدراسه علي المنهج الكيفي، وتم جمع البيانات وفق طريقه المقابله شبه المهيكله مع 24 متخرجه من مرحله الدكتوراه او طالبه جامعيه حاولت بشكل عملي (تسجيل طلب الهجره) الخروج من البلاد والهجره الي بلدان اخري بهدف التعليم او البحث عن فرص العمل. وهناك العديد من الاسباب الفرعيه والاساسيه التي يمكن ان نشير اليها في هذا المجال مثل التعهدات الاجتماعيه لدي الاشخاص فضلاً عن الاسباب الاساسيه كتاثير وسائل الاعلام مثل الانترنت وكذلك مستوي الرفاه والامكانيات العلميه والحياتيه في الدول المتقدمه، وفقدان المساواه الجنسيه في التقدم والتطور، والاعتماد علي المنهج الكمي في الترقيه والترفيع في نظام الجامعات، وفقدان النظام التعليمي للتوازن بين الحاجات وامكانيات سوق العمل. فهذه الاسباب مجتمعه هي التي تحث وتشجع الطاقات والمواهب البشريه للتفكير في الانتقال الجغرافي والبحث عن تحقيق الاماني في مكان آخر تحت مسمي الخارج . انّ اعاده النظر في السياسات التعليميه لوزراه التعليم العالي والتخطيط المنسجم والمنظم في اطار الحاجات الاجتماعيه والسير نحو حاجات سوق العمل والتركيز علي البحث بدل محوريه التعليم في الاقسام الجامعيه واعداد الكوادر الانسانيه المتخصصه والملتزمه وتعزيز روح التعاون مع النساء المهاجرات والاستفاده من مواهبهن وطاقاتهن وخلق بيئه علميه خصبه وآمنه للطاقات النسائيه الشابه والسعي لتقليل وردم الشرخ الجنسي الموجود في داخل البلاد تساهم في تخفيف حده مسار الهجره لدي النساء المتعلمات والمتخصصات.