قصيدة النثر وجماليات القطيعة الشعرية - دراسة في الراس المقطوع لانسي الحاج

الراس المقطوع- مجموعة من قصائد النثر للشاعر اللبناني انسي الحاج، صادرة في 1963 بعد مجموعته الاولى (لن) بثلاث سنوات. قد تغدو العودة الى منتج ادبي مرّ عليه نصف قرن امرا يحتاج الى وقفة نقدية تتسم بالجدة والقراءة المختلفة بعد كل ما قيل فيه، فضلا عن ان العودة الى هذه المجموعة وليس (لن) تحتاج هي الاخرى الى تسويغ كون (لن) هي باكورة انتاج انسي الحاج، وهي التي حوت مقدمة رائدة في التنظير لهذا النوع من الكتابة المختلفة؛ لكن القراءة النقدية كثيرا ما تنطلق من لحظة انجذاب فارقة يصنعها عنوان محفز للبدء بالخطوة الاولى، وعنوان الحاج (الراس المقطوع) كان من هذا النوع المحفز للقراءة والتاويل.ﻓﻲ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺒﯿﺔ ﺘﺤﯿل اﻟﻌﻨواﻨﺎت اﻟﻰ ﻓﻀﺎءات دﻻﻟﯿﺔ ﺘﺨﺘزن -ﺒﺤﺴب ﺒراﻋﺔ اﻻﺨﺘﯿﺎر- اﻟروى اﻟﺘﺄوﯿﻠﯿﺔ وﺘﺘﺸﺎﺒك ﻤﻊ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﻨﺼﯿﺔ ﻟﻠﻤﺘن. واﻟﺘرﻛﯿب اﻟوﺼﻔﻲ: اﻟراس اﻟﻤﻘطوع ﯿﺜﯿر اﻨﺘﺒﺎﻩ اﻟﻘﺎرئ ﺒدﻻﻟﺘﻪ اﻟﻤﺒﺎﺸرة اﻟﻤﺤﻤﻠﺔ ﺒﻌﻨف اﻟﻘطﻊ، و ﻻ ﺴﯿﻤﺎ ان اﻟذاﻛرة اﻟﻌرﺒﯿﺔ زاﺨرة ﺒﺎﻟرووس اﻟﻤﻘطوﻋﺔ، واﻛﺜرﻫﺎ رووس اﻟﺸﻬداء اﻟﺜوار، واﻟﻤﺘﻤردﯿن، واﻟﻤﻘﺎوﻤﯿن ﻟﺴﻠطﺎن اﻟظﻠم واﻟطﻐﯿﺎن ؛ وﺤﺴﻨﺎ ﯿﻔﻌل اﻟﺤﺎج ﻋﻨدﻤﺎ ﯿﺨﺘﺎر ﻋﻨواﻨﺎ ﯿﺜﯿر اﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﻷن ﺤﻀورﻩ ﯿﻨﺸّط ﺤﺴﺎﺴﯿﺔ اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎط ﺨﯿوط اﻟﺘﺠرﺒﺔ وٕاﻋﺎدة ﺒرﻤﻬﺎ وﻨﺴﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺜوب ﺠدﯿد ﻤن اﻟروى واﻟﺒﻨﻰ. ﻓﻀﻼ ﻋن اﻨﻪ ﺴﯿﻛون ﻛﺎﻟدﻟﯿل ﻓﻲ ﻤﺘﺎﻫﺎت اﻟﻨص اﻟﻤظﻠﻤﺔ، ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻗﺼﯿدة ﺤﻤﻠت اﻟﻌﻨوان ذاﺘﻪ وﻗد ﯿﺘﺒﺎدر اﻟﻰ اﻟذﻫن ان اﻟﺸﺎﻋر رﻛن اﻟﻰ اﺨﺘﯿﺎر ﻋﻨوان اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن ﻋﻨواﻨﺎﻫﺎ اﻟداﺨﻠﯿﺔ، دﻓﻌﺎ ﻟﻤﺴووﻟﯿﺔ اﻟﺒﺤث ﻋن ﻋﻨوان ﺠﺎﻤﻊ وﺨﺎزن ﻟروى اﻟﻨص ﻟﻛن اﻨﺴﻲ اﻟﺤﺎج اذﻛﻰ ﻤن ان ﯿﻔﻌل ذﻟك ؛ ﻓﺎﻟﻘراءة اﻟﻨﻘدﯿﺔ ﺘﻛﺸف ﺤوارا ﻤوﺼوﻻ ﺒﯿن اﻟراس اﻟﻤﻘطوع - اﻟﻌﻨوان، وﺒﯿن ﺠﺴدﻩ - ﻤﺠﻤوﻋﺔ اﻟﻘﺼﺎﺌد، ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوﯿﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﺎﻟﻘطﻊ ﯿﺨرج ﻫﻨﺎ ﻤن دﻻﻟﺘﻪ اﻟﺤﺴﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎﺸرة اﻟﻰ دﻻﻻت رﻤزﯿﺔ اﻋﻤق ﯿﺘﺤول ﻓﯿﻬﺎ اﻟﻘطﻊ اﻟﻰ ﻗطﯿﻌﺔ وٕاﻟﻰ رﻓض وﺘﻤرد، ﻤﺘﺸﻛﻠﺔ ﺒﻤظﻬرات ﻤﺘﻌددة ﺘﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘوﯿﺎت. وﺒﻌﺒﺎرة اﺨرى، ان اﻟﻘطﯿﻌﺔ ﺒﻨﯿﺔ ﺘﺘﺸﺎﻛل ﻓﯿﻬﺎ اﻟﻤﻛوﻨﺎت اﻟﺠوﻫرﯿﺔ ﻟﻠﺘﺠرﺒﺔ اﻟﺸﻌرﯿﺔ روى وﻟﻐﺔ وﯿﻤﻛن اﯿﺠﺎز ﻫذﻩ اﻟﻤﺴﺘوﯿﺎت ﺒﺜﻼﺜﺔ 1- اﻟﻘطﯿﻌﺔ اﻟﺘﺼﻨﯿﻔﯿﺔ 2- اﻟﻘطﯿﻌﺔ روﯿﺎ 3- اﻟﻘطﯿﻌﺔ اﻟﻠﻐوﯿﺔ وﯿﺤﺎول اﻟﺒﺤث اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻤﺴﺘوﯿﺎت اﻟﺜﻼﺜﺔ، ﻻﺴﺘﺠﻼء اﻟﺘﺠرﺒﺔ اﻟﺸﻌرﯿﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﺠﻤوﻋﺔ.