تحولات الوعي في الرواية العربية بعد النكسة تيسير سبول وغسان كنفاني انموذجاً

تهدف الدراسة الى قراءة اثر نكسة 1967 م على المواطن العربي بعامة، وعلى المواطن الفلسطيني بخاصة، وستتناول روايتين لشابين عربيين: رواية انت منذ اليوم لتيسير سبول، ورواية ام سعد لغسان كنفاني، وهما عملان يتفقان في الروى الكلية ويختلفان في معالجة الحدث الجزئي اليومي؛ فقد وقف كنفاني على حدود المخيم وما آلت اليه الحياة اليومية لفلسطيني كان يملك ارضه وزمانه، واليوم مشرد تحت حر الصيف وبرد الشتاء في خيمة؛ ولذا وقف مع بندقيته، فتردد صداها في ساحات النضا ل. في حين كانت روى سبول خارجية ترصد الواقع العربي المتشظي من خلال بطل الرواية عربي، وكانت افقية على المستوى السياسي والاجتماعي، بينما جاءت روى كنفاني عمودية موغلة في الالم والذكرى؛ لانه حفرها بالمشاهد اليومية داخل النفس البشرية وداخل مخيم جسد بنية اجتماعية جديدة غير مالوفة للعربي الفلسطيني. ولعلّ المتامل في الروايتين يجد اننا نستطيع ان نقرا تحولات الوعي من خلال مظهرين: المكان واثره على الزمن النفسي الذي يغلف حياة الفرد والم جتم ع في التفاصيل اليومية للحياة، خاصة انّهما استدارا للمكان المغلق الذي كشف زيف الحدث العربي المصطنع امام آلة الحرب الاسرائيلية، ثم توظيف الحوار وتيار الوعي في بعض جوانب المتن؛ لاستنهاض المروءة وتفريغ الطاقات الثقيلة التي خلفها الانكسار في مشروع وطني قومي.