الصّور التشبيهية في القرآن؛ آثارها النفسيّة وعناصرها

القرآن الكريم قد إتّخذ من الصّور التشبيهية وسيلته التي يخاطب بها النّاس ويقرّب لهم المعاني البعيدة، ويوضح لهم الصّور الذّهنيّة المجرّدة، ويضرب لهم الأمثال بالواقع المحسوس المشاهد الّذي يخضع لمعطيات الحواس الخمسة الظاهرة. إنّ القرآن الكريم يستخدم مصادر الطبيعة للتّذكير بعظمة اللّه وبرّه وعدله ويري أنّ كثيراً من هذه الصّور مستمدّة من البيئة. هذا الإعتماد من القرآن علي الطبيعة والكون في تشبيهاته وبراهينه هو سرّ خلود القرآن وسرّ عمومه لكلّ النّاس في كلّ البيئات وكلّ العصور، لأنه يستند إلي مقوّمات لا تتبدّل ولا تتغيّر. تلك المقوّمات هي الإنسان والطّبيعة. هناك نماذج عديدة للصّورة التّشبيهية القرآنيّة بلغت حدّاً فائقاً في الإعجاز البياني، وتناولت جميع الموضوعات من الوعد والوعيد والتّرغيب والتّرهيب والتّوجيه والتّشريع ممّا يؤكّد مكانة هذا التّعبير البياني في قوّة التّأثير والتّبليغ. تهدف هذه المقالة إلي دراسة الآثار الّتي تحدّثه التشبيهات القرآنية في نفوس البشر مصحوبا بمقدّمة، ثم تهتمّ بالدوافع والانفعالات في النّفس البشريّة إثر الصّور التشبيهية، وأخيرا تشير إلي التخييل والابتكار والجدة واللون من عناصر التشبيهات القرآنية.