الحوار في شعر ابي فراس الحمداني (دراسة تحليلية)

تهدف الدراسة المقتضبة الكشف عن ملامح ظاهرة الحوار في شعر ابي فراس الحمداني ، وتطمح الى محاولة رصد المضامين والخروج بنظرة كلية تحدد مدى عمق ذلك عند شاعر من كبار شعراء العصر العباسي وكان المنهج المعتمد في الدراسة قائما على العرض والتحليل والمزاوجة بين الجوانب الموضوعية والفنية في آن واحد ، وانتقاء الآبيات من الديوان . واقتضى المنهج الذي اشرنا اليه ان تتضمن الدراسة محورين يسبقهما توطئة تضم حديثا عن الحوار في النص الادبي ، اما المحور الاول فتناول صيغ الحوار واشكاله كالحوار الخارجي القائم على الصيغة القولية واساليب الطلب والنداء ، وكذلك بالنسبة للحوار الداخلي وذلك حسب ما تيسر لنا من ابيات في الديوان .وتضمن المحور ايضا حديثاً عن مساحة الحوار داخل القصائد كالطويل والقصير والحوار المتكامل . اما المحور الثاني فتحدث عن اطراف الحوار وعناصره كحوار الانا اي الذات وحوار الاخر اي الشخوص وحوار (الكون) اي الحوار مع الطبيعة بنوعيها، اذ اتخذ الشاعر بعض صوره الشعرية من الشخوص الذين تعامل معهم وكذلك من الطبيعة كتجاوبه مع الطلل والليل والسحاب والعيد وعرض في محاورته حيوان الارض وطيرها كالحمام مثلا، وكانت افانين البلاغة متناثرة داخل النصوص المختارة هنا وهناك من خلال التحليل ضمن الابيات الشعرية، لعل الدراسة تحقق هدفها المنشود اما المصادر والكتب الذي تحدثت عن الموضوع فهي ضنينة بالكلام عن هذه الظاهرة التي تضم المشاعر والعواطف الجياشة فكل من الكتابين (ابو فراس الحمداني – حياته وشعره) للدكتور عبد الجليل حسن عبد المهدي ، وكتاب (ابو فراس الحمداني الموقف والتشكيل الجمالي) للدكتور النعمان القاضي ، كانا بخيلين بالحديث عن هذه الظاهرة في شعره ما عدا الاخير الذي تحدث بحوالي خمسة اسطر في متن الكتاب ، وهذا ما تطلب مني قراءة الديوان بتمحص للوقوف على الابيات الشعرية ، والتركيز عليها في وضع اساسي ورئيسي وتحليلها واستنباط المضامين الفنية فضلا عن الاعتماد على عدد من الكتب والرسائل الادبية والتاريخية في الدراسة . (ومن الله التوفيق) .