بنية التفاول والنبوءة في قصيدة نازك الملائكة (للصلاة والثورة)(عبور من المسكوت عنه الى المعلن)

تستندُ الدراسةُ في بنيتها التاويلية وسياقها التحليلي الى رويةٍ فكريةٍ، وموقف مودلج تتخلَّلان نصّاً يثير عنوانه الموجَّه جدلاً يتنازعه الوضوح؛ ممّا يجعل حواره مغامرةً نقدية، ويظهر المسكوت عنه المتمثِّل في التفاول الرويوي والنبوءة الشعرية مخالفاً لنفسية شاعرةٍ كان الحزنُ ظاهرًا في شعرها، حتى كسرتْهُ انساق هذا النصّ التي تكشَّفت عن عالمٍ من التشكيل اللغوي، والتركيب الصُّوري، الذي تتحرَّك فيه (النبوءةُ) حركةً افقيةً، وتسلك (التفاولية) الواقعية مسلكاً عموديّاً، فتتعانقان في بورةٍ يتشظَّى فيها النصُّ الى عوالم من الاحلام، وآفاقٍ من الروى القريبة. وتحاور الدراسةُ (النصَّ) بافكاره الناتئة والغائرة، وابنيته وانساقه الثنائية والثلاثية، وصوره المتراسِلة في شبكة من العلاقات والدلائل الناصَّة، بحثاً عن فكرةٍ مستحدثة، وكلمةٍ مشرقة، اذ يقتربُ المتنُ المقروء من المالوف حتى تكاد تمسكه باجمعه، ويغوص في مجاهل الرموز؛ كي ينفلت من عِقال التاويل، ويجنح بكَ الى كونٍ تسطو عليه اضغاث الاحلام في عالمٍ من المصالحة والمصارعة، والمصادقة والمهادنة، والصِّراع والسكوت...