سياسة المسلمين الأمنية تجاه قريش حصار شِعب أبي طالب أنموذجا

البحث عبارة عن محاولة للكشف عن الحس الأمني للمسلمين الأوائل في مكة وهم يعانون من المراقبة الجادة من قبل قريش. وقد اخترنا حقبة مهمة من تاريخهم ألا وهي حصار الشعب وكيفية تعاملهم مع الحصار والاستعداد له. فضلا عن تعاملهم مع مقاطعة قريش لهم. وأظهر البحث أيضاً كيفية تعامل أبي طالب مع قريش وكيف رسم إستراتيجيات كان من شأنها حماية الرسول (ص) الكريم من البطش القرشي، ولأجل إعطاء صورة واضحة عن أهمية البحث العلمية ارتأينا تقسيمه على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة. أجريت هذه الدراسة باستخدام المنهج الوصفي- التحليلي.‌‌ شملت المقدمة التعريف بالبحث وماهيته في حين جاء المبحث الأول ليعرض السياسة التي أتبعها أبو طالب تجاه قريش حينما علم بأنه لا مناص من أنهم قد قصدوا النبي محمد (ص) لقتله وعلى أثر ذلك أتبع رضوان الله عليه سياسة التمويه التي سيعالجها هذا المبحث وهي استعراض لإظهار أبي طالب بأنه فاقدا للنبي محمد (ص) ولا يعلم مكانه وأمر أتباعه بأن يحملوا حديدا كي يضربوا به كل من يشكوا بأنه السبب في ذلك. أراد من خلال هذا الاستعراض أن يبلغ قريش بأن من يقترب من النبي محمد (ص) مصيره القتل. وكان المبحث الثاني قد خصص لإظهار خطط المسلمين في تحصنهم في الشعب. أما المبحث الثالث فقد جاء ليبين دور أبي طالب في الدفاع عن النبي محمد (ص)، إذ أظهرت الروايات كيف أنه كان ينقل النبي (ص) بين منام أولاده الأربعة خوفا من استهدافه واغتياله، وقد أظهرت هذه الروايات طبيعة الحس الأمني للمسلمين الأوائل.