قراءه أسلوبيِّه في شعر معد‌الجبوري: قصيده البيرق أنموذجا

يعدُّ معد الجبوري من الشعراء البارزين علي خريطه الشعر العربي المعاصر، ويتّسم شعره بالرؤيه الانتقاديِّه إلي الواقع المعيش ، ولا نتجاوز الصواب إن قلنا هو من أبرز الذين أثروا المكتبه الشعريِّهَ العربيِّهَ بقصائد ثوريِه تكشف عن الوعي الشعري الشديد والحس الرهيف وبلاغه الرؤيه وانتمائه الشديد إلي الواقع. ينصبّ الاهتمام هنا علي دراسه قصيده البيرق لمعد الجبوري وقد اعتمد البحث في دراسه هذه القصيده علي البنيويِّه الأسلوبيِّه ،وقد احتوت هذه الدراسه على محورين؛ المحور الأوّل يرتبط بدراسه النص ومحاوله شرحه وتجليه معانيه ، إضافه الى الدلالات الفكريه والدلاليه والأدبيه. أماالمحور الثاني ،فهو دراسه للأنساق الشكليِّه للقصيده . وتشير النتائج إلي أنَّ قصيده البيرق تنبض بالحياه والحركه وتجسّد تشبّث الشاعر بالحياه وارتيادها ورفض الموت والاستسلام ويعبِّر أيضاً عن موقف  الشاعر الرافض للحضور الأجنبي في أرض الرافدين ،وتتضمّن أيضا رفض الشاعر للموقف المتخاذل للدول العربيِّه في قضيِّه فلسطين والعراق .والقصيده في طرحها لهذه المعاني تتوكأ علي لغه الرمز ناهيك عمّا تتمتّع به القصيده من الكنايه والاستعاره والأنماط المختلفه من صور الانزياح والخروج عن المألوف .كما استخدم الشاعر السخريِّه اللاذعه بحق الحكام العرب الذين يتواطأون مع الأعداء ،واستخدم الالفاظ الفخمه الرصينه التي تتلاءم والسياق من جهه ،ونفسيِّه شاعر يتوق للحياه ويرفض الموت من جهه اُخرى. هذا وقد جاءت الأنساق اللفظيِّه وفق المعاني التي يحاول الشاعر بثَّها في نفسيِّه المتلقي أو ترتبط بالمعني وتتلاءم معه ولم يكن توظيفها علي أساس الصدفه والإعتباطيِّه، بل تتلائم والفضاء الشعري.