ظﺎﻫرة اﻟﻤﺨدرات ﻓﻲ اﻟﺸرق اﻷوﺴط وﺘﺄﺜﯿرﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﻤن اﻟوطﻨﻲ اﻟﻌراﻗﻲ ( دراﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻐراﻓﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ )

ان ﺘﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨدرات واﻻﺘﺠﺎر ﺒﻬﺎ ظﺎﻫرة ﻗدﯿﻤﺔ ﻗدم اﻟﺘﺎرﯿﺦ اﻟﺒﺸري، وذﻟك ان آﺜﺎر ﻋدد ﻤن اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﺘﻲ ﺴﺎدت ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﺤﻤﻠت ﻤن اﻟﺸواﻫد ﻤﺎ ﯿدل ﻋﻠﻰ ذﻟك، وﻗد اﻨﺘﺸرت اﻟﻤﺨدرات ﺒﺸﻛﻠﯿﻬﺎ اﻟطﺒﯿﻌﻲ واﻟﺼﻨﺎﻋﻲ، ﻟذا ﺘﻌددت اﻨواﻋﻬﺎ واﺸﻛﺎﻟﻬﺎ وﺘﺄﺜﯿراﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻨﺴﺎن، وﻻ ﺘﻛﺎد ﺘﺨﻠو ﻗﺎرة ﻤن ﻗﺎرات اﻟﻌﺎﻟم ﻤن ﻨﺸﺎط ﺘﺠﺎرة اﻟﻤﺨدرات، اﻻ ان ﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺸرق اﻷوﺴط ﺘﻌد ﻤن اﻛﺜر اﻟﻤﻨﺎطق اﻟﺠﻐراﻓﯿﺔ ﻨﺸﺎطﺎً ﻟﻠﻤﺨدرات وذﻟك ﻟﻤوﻗﻌﻬﺎ اﻟﺠﻐراﻓﻲ اﻟذي ﯿﺘوﺴط ﻗﺎرات اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻘدﯿم، وﻟطﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺠﯿوﺴﺘراﺘﯿﺠﯿﺔ ، وﻟﻛﺜرة اﻟﺤروب واﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔت ﺒدوﻟﻬﺎ، ﻨﺎﻫﯿك ﻋن ﺘطور اﻟﻨﻘل واﻷﺘﺼﺎﻻت اﻟذي ﺠﻌل ﻤن ﺘﺠﺎرة اﻟﻤﺨدرات ظﺎﻫرة ﻤﻌوﻟﻤﺔ. وﺘﻨﺘﺞ اﻟﻤﺨدرات ﻓﻲ ﻤﻨﺎطق ﻋدة ﻤن اﻟﺸرق اﻷوﺴط وﺨﺎرﺠﻪ ﻛﻤﻨطﻘﺔ اﻟﻤﺜﻠث اﻟذﻫﺒﻲ واﻟﻬﻼل اﻟذﻫﺒﻲ واﻟﻤﻐرب وﻟﺒﻨﺎن واﻟﯿﻤن واﻟﺴودان، وﺘﻨﻘل اﻟﻰ دول ﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺸرق اﻷوﺴط ﻋﺒر ﻤﺴﺎرات ﺠﻐراﻓﯿﺔ ﻤﺘﻨوﻋﺔ وﻤﺘﻌددة، ﻤﻤﺎ ﻤﻛن ﻤن ﺘﻘﺴﯿم ﻤﻨطﻘﺔ اﻟدراﺴﺔ اﻟﻰ دول ﻤﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻤﺨدرات واﺨرى ﻤﺴﺘﻬﻠﻛﺔ وﺜﺎﻟﺜﺔ دول ﻋﺒور. وﻛﺎن اﻟﻌراق وﺒﺤﻛم ﻤوﻗﻌﻪ اﻟﺠﻐراﻓﻲ دوﻟﺔ ﻋﺒور ﻟﻠﻤﺨدرات ﻤن اﯿران ودول ﺠﻨوب ﻏرب اﺴﯿﺎ اﻟﻰ دول اﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻌرﺒﻲ وﺒﻼد اﻟﺸﺎم، اﻤﺎ ﺒﻌد ﺴﻘوط اﻟﻨظﺎم اﻟﺴﺎﺒق واﺤﺘﻼل اﻟﻌراق ﻤن اﻟوﻻﯿﺎت اﻟﻤﺘﺤدة اﻟﺘﻲ وﻓرت ﺒﯿﺌﺔ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻷﻨﺘﺸﺎر اﻟﻤﺨدرات، ﻟذا اﻨﺘﺸر ﺘﻌﺎطﻲ اﻟﻤﺨدرات ﺒﯿن اوﺴﺎط اﻟﺸﺒﺎب ﻤﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ اﻨﻌﻛﺎﺴﺎت ﺴﻠﺒﯿﺔ ﻋدة ﻋﻠﻰ اﻟﺠواﻨب اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ وﺘﺄﺜﯿراﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻤن اﻟوطﻨﻲ.