عنوان مقاله :
عالميّة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم والرسالة بديل عن عولمة الحضارة الغربية
پديد آورندگان :
الاسدي, حسن عبدالغني جامعة كربلاء - كلية العلوم الاسلاميّة - قسم اللغة العربية, العراق
چكيده فارسي :
يعدّ مصطلح العولمة من المصطلحات التي افرزها التقدّم التكنولوجي الاخير وعرف عصرنا الحاضر بعصر العولمة الذي بشر بعصر جديد هو عصر المعلوماتية؛ المعلوماتية التي اعطت للبشر قاعدة من البيانات لم يتوافر عليها فيما مضى من عصوره، فلم تعد المعلومة حكرا على جهة دون اخرى. ولعل الانسان بابسط الامكانات يستطيع ان يحصل على معلومات في مجال من المجالات اقل ما توصف به بانها هائلة. هذا العصر جعل الانسان حاضرا في بقاع الارض بما يقدمه من معلومات، وما يستطيع ان يزود به الآخرين من ثراء معرفي. فتحولت المعلومة الى صناعة اكثر من كونها نتاج الصناعة. صناعة تستبطن الفكر الامريكي وطموحات غير خافية على احد ترغب بتحويل العالم الى مجتمع واحد ثقافيا وفكريا وقيميا، متمثلا بانموذجه (المجتمع الامريكي وادارته) بآلته الراسمالية وايديولوجيته التي اصطحبت معها القهر والارهاب والمروق عن الشرعية الدولية، ومعاداة السامية. لقد اخذ مصطلح العالمية يتداول للدلالة على ان من يوصف به، قد استطاع ان يتجاوز اطاره المحلي المتمثل بحدود بلده، او قوميته، او دينه، ويتجاوز الاطار الدولي، المنظور اليه بين الدول، بمكوناتها السياسية المتبادرة للذهن، الى اطار اشمل واوسع هو العالم، فالعالمية صفة تُظهر ان من يتسم بها اضحى محل فائدة للبشرية بكل تشعباتها وشعوبها. لقد كان همّ البحث ان يقف على تلك المساحة الانسانية الكبرى التي اظهر نبينا محمد صلي الله عليه و آله و سلم نفسه بها؛ ممّا يمكن ان تمثل مفهوم عالمية هذه الشخصية ومن ثم عالمية الاسلام ليكون بديلا حضاريا عن العولمة الامريكية. ومتوشحا بكل القيم السامية للتعامل مع الشعوب ومكوناتها اسلامية كانت ام غير اسلامية، باحترامه لخصوصيات الشعوب واعتزازها بهوياتها. ولكي تكون عالمية الرسول والرسالة بديلا عن العولمة، ينبغي ان تحشد لها مقدرات هائلة، لا اقل من اكتسابنا القدرة على تقديم هذه الشخصية وافكارها الى اقصى بقاع هذه المعمورة، وان يتم بناء موسسات نابعة من الفكر المحمدي الاسلامي لتكون داعمة له تعمل على ابراز المنافع المتعددة الجوانب التي ستجنيها البشرية عند تبنيها هذا الفكر وايصالها لها. وا نخلط بين طبيعة هذه الشخصية وما حملته من هموم الانسان المستضعف وقيادته الخلق نحو الحرية المتمثلة بالعبودية المطلقة لله تعالى، وواقع ما نعيشه المتمثل بعجز اتباع هذا النبي العظيم على ان يقدّموا هذه الصورة العالمية لنبيهم، فعوضا عن تشخيص العجز والعمل على معالجته، اختارت التغني بهذه العالمية التي ليس لها الاثر الفاعل في مكونات هذا العالم، وصياغة انماطه، بل ربما وجدنا انها لا تستطيع حيلة امام السيل الجارف من الاتهامات الغربية والتشويه للصورة الانسانية لصاحب الرسالة صلي الله عليه و اله و سلم.