التطورالتاريخي للمنبر الحسينيّ من التاسيس وحتى سقوط الدولة العباسية سنة 656 هـ 1258 م

تعد دراسة التطور التاريخي للمنبر الحسيني من الدراسات المهمة، لانها تهتم بابرز آثر النهضة الحسينية، التي قامت من اجل الاصلاح والحفاظ على الاسلام، بعدما حاول الامويون ومن سار على نهجهم تهديم الاسلام من الداخل، لذلك كان المنبر الحسيني على مر التاريخ منارة شاخصة للحفاظ على الاسلام وتشريعاته، زيادة على الحفاظ على مبادئ النهضة الحسينية وغرس قيمها ومبادئها في وجدان وعقول الناس، فتتحقق تبعاً لذلك مهام الاصلاح الديني والاجتماعي، فضلاً عن ان المنبر الحسيني شكل على الدوام حلقة وصل بين فكر ومبادئ ائمة اهل البيت(ع) وشيعتهم، لايجاد الحلول لكثير من المشاكل الفكرية والعقائدية والتربوية. اذاً الوقوف على هكذا دراسات والتوسع بها مهم جداً، لاسيما في ظل ما نعيشه اليوم من صراع فكري وهجوم واسع القصد منه تشويه الاسلام، فغدا الاهتمام بالمنبر الحسيني حاجة ملحة لصياغة وعي المجتمع وتوجيهه الوجهة الصحيحة التي خطها لنا ائمة اهل البيت (ع)، فينتج عن ذلك بالضرورة مجتمع واعي مرتبط بتاريخه المشرف الذي بناه لنا الرسول  والائمة  من بعده. وقد سعى البحث الى تتبع تطور المنبر الحسيني عبر مراحله التاريخية منذ تاسيسه في عهد الرسول (ص) وحتى نهاية الدولة العباسية، والكيفية التي اسمر بها واثر ائمة اهل البيت (ع) في ذلك.