تداعيات الازمة المالية وترجع الاقتصاد الامريكي

ان كل الامبراطوريات التي قامت على مر التاريخ، خضعت للحتمية التاريخية من خلال مرورھا بالثلاثية المعروفة، التي تنتھي بالشيخوخة والھرم، ومن ثم الانكفاء لتفسح المجال للاخرى بالنشوء والارتقاء بدلاً عنھا، ولكن ما يمكن الاشارة اليھ ھو ان نشوء عوامل التھتك والضعف تبدا في رحم الامبراطورية نتيجة سلوكياتھا، ومن اللافت للنظر ان الامبراطورية الامريكية المزعومة ھي اسرع الامبراطوريات التي اصابتھا الشيخوخة بصورة مبكرة. اذ ما يمكن الاستدلال كاحد المشاھد المحتملة بقوة لما آل اليھ الوضع الاقتصادي الامريكي ومكانة امريكا في ھذا العصر (القرن الحادي والعشرين) ھو انھا قوة استھلكت مقوماتھا ومرحلتھا التاريخية، فھي تعيش حقاً شيخوخة مبكرة، ولابد من ان تفضي الاوضاع الى افول عصرھا لتفسح المجال واسعاً ازاء قوى صاعدة تتنافس على اشغال موقعھا والابرز من بين ھذه القوى ھي الصين، ليس في الجانب الاقتصادي فحسب، بل في الميدان العسكري ايضا . كما ان التداعيات الجيوسياسية المرتقبة ستتفقد الولايات المتحدة الامريكية امتيازاتھا الھائلة، المتمثلة في قدرتھا على تحقيق عائدات عالية ثابتة على الدوام من الاصول الاجنبية، اكبر من العائدات التي تدفع للاجانب، الذين يستثمرون في الولايات المتحدة الامريكية، وسيتوقف الدولار بشكل مفاجئ عن ان يصبح عملة اساسية في التداول.