چكيده عربي :
ما من شك أن بداية كل علم تبدأ بسيطة سهلة ثم تتسع وتكبر حتى توضع المؤلفات الضخمة في ذلك العلم . ورجال الحديث علم عرف مع بداية الحديث النبوي الشريف للوثوق من الراوي والتأكد من صحة روايته اطمئنانا على صحة حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
فسارع العلماء الى وضع مؤلفات خاصة في عدد من فنون في هذا العلم الجليل , وتنوعت أساليب البحث والمنهجية في هذه المؤلفات تبعا لرؤية المؤلف وشمولية نظرته العلمية في تبويب وترتيب كتابه , فمن المؤلفين ما جعل كتابه مقتصرا على ذكر اسم الصحابة والتوسع في معرفة حياتهم وسيرتهم وجهادهم مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , من دون ان يخلط معهم غيرهم لتعم فائدة الكتاب ويكثر الانتفاع منه في معرفة هذا الجانب فقط .
ومنهم من جعل كتابه شاملا لتراجم الصحابة والتابعين الذين جاءوا بعدهم , وقد فصل بينهم في ثنايا الكتاب خوفا من اللبس لئلا يختلط الصحابي بالتابعين , بطبيعة الحال يترتب عليه حكم أو أحكام أخرى تخص المترجم أو الباحث عن تلك الشخصية أو هذه .
ومنهم من تناول الثقاة من الرواة وترك ما سواهم من الضعفاء والمتروكين وجعل كتابه خاصا بمن اطمئن به ووثق بروايته . ومنهم من افراد المدلسين والضعفاء والمتروكين في مؤلف لسهولة الرجوع اليه ومعرفة بغية الطالب من أحوال هؤلاء الرواة , وهكذا تعددت الاساليب والمنهجية في التأليف , فأصبح لدينا بمرور الزمن تراثا فكريا يعتز به من حيث المادة والتبويب في كل مؤلف من المؤلفات . ونستطيع أن نقسم هذه المؤلفات على طبيعة منهجية تأليفها وفق المباحث التالية .
