چكيده فارسي :
الشِّعرُ (المحبوكُ الطرفَينِ) _بروية نقدية موضوعية _نوعٌ منَ انواع النظمِ , ونمطٌ من انماطِ التعبيرِ الشِّعريِّ المسْتَحْدَثِ، وظاهرةٌ فنيَّةٌ تشكيليةٌ في القرنِ الثامنِ للهجرة, يستقرُّ في متْنها المحْكيِّ موضوعٌ اساسٌ، او شخصيةٌ ممدوحَةٌ؛ اذ ينتقلُ الشَّاعرُ به من الذاتيَّةِ الى الغيريَّةِ، ومن النظْمِ المرتَجَل الى الاعدادِ المسْبَقِ لادواتِ القصيدةِ من معانٍ بالفاظٍ تُمظهُرها، وافكارٍ في صورٍ تُجسِّدُها، وايقاعٍ في انساقٍ تحرِّكُهُ ويُحرِّكُها؛ لتنظِيمها تنظيمًا مُتناسقًا تتلازمُ فيه الموهبةُ الشعريةُ في الوعي بالوجودِ والواقعِ، والارادةِ الناشِطةِ؛ حين يُصمِّمُ الشاعرُ القصيدةَ (المحبوكةَ الطرفَيْن)، ويُهندِسُها هندسةً فكريَّةً، ثم ينفذُ تصميمَه باللغةِ، وينجزُ هندستَه بالابياتِ الشِّعريةِ المحبوكةِ بيتًا بيتًا في قصيدةٍ بالتتابُعِ.لقد ادركَت الدراسةُ – بالمنْهجِ الوصْفيِّ، والاسلوبِ التحليليِّ، وتوظيفِ المقارَباتِ الاحصائيَّةِ- انَّ سجيَّةَ الطبعِ و البديهة و الارتجال لا تُنتجُ الشِّعرَ (المحبوكَ الطرفَيْن)؛ وانْ كانت الموهبةُ المتوقِّدةُ، والقريحةُ المِطْوَاعةُ, تُغذِّي صورَهُ, ولا تُقيمهُ مستويًا ناضجًا على البديهةِ؛ لانَّه جهدٌ ذهنيٌّ, ومُكابدةٌ عقليَّةٌ –منطقيَّةٌ, وذاكرةٌ لغويَّةٌ, وصناعةٌ اراديَّةٌ بقصديَّةٍ ادبيَّةٍ - شِعريَّةٍ, اذ تمكَّنَ صفيُّ الدين الحلي(ت 750هـ) من صِناعةِ الشِّعر (المحبوكِ الطَّرفَيْن), ليصبَح مصطلحُ (الصِّناعةِ) اقربَ الى المهارةِ والجدَّةِ، وابعدَ عن التصنُّعِ والتقليدِ والمحاكاة, مُلتصقًا بالابداعِ والدهشةِ, مفارِقًا للعقْمِ والجمودِ.