الاثر المسيحي ومظاهر حضوره في التصوف الاسلامي بمناهج المستشرقين

لقد ارتبط الراي والقول بالاثر المسيحي في التصوف الاسلامي بالدراسات الاستشراقية، وان المستشرقين على الرغم من الخدمات التي قدموها للتراث الاسلامي سواءً كان بالدراسة او بالتحقيق الا ان بعضهم كان حاقداً على الاسلام وظهر ذلك لنا جلياً من خلال النصوص التي سنستعرضها بالبحث، وهو يجمع بين المتشددين والمتعصين الذين يخفون اغراضاً غير غرض الحقل العلمي سواءً كان استعمارياً او سياسياً، ان البنية الاولى للتصوف بوجه خاص عربية، فوجب لزاماً تحديد العناصر الاجنبية التي كان لها آراء معادية للاسلام، وآراء مخالفة لحقيقة التصوف الاسلامي وكانوا يبحثون عن الثغرات في ابراز جذور وحقيقة التصوف الاسلامي على غير ما هي عليه، ان الانفتاح الفكري والفلسفي يربطه بالديانات الاخرى ارتباطاً وثيقاً وخاصة انه يتصل بالمعرفة اليقينية بالله وهي صفة تجمع كل الاديان، وان التصوف لدى المسيحية هو طلب معرفة الله والشعور بالوحدة مع الله والتكلم معهُ وهو النزوع بواسطة الرموز الى المطلق ابدياً وهي في مجملها تعبر عن مضمون وجوهر التصوف المسيحي.