الشخصيات المسرحيه عند قاسم مطرود قراءه في معماريه التشكيل

تعد تجربه قاسم مطرود في كتابته المسرحيه منجزا ابداعيا في تجارب المسرح العراقي الكتابيه واضاءه جديده تضاف الى بقع الضوء التي تثير المهتمين والمشتغلين في المسرح العربي عموما والعراقي على وجه الخصوص. فقد استطاع قاسم مطرود بما ابدعه من النصوص المسرحيه ان ينحت اسمه على واجهه الكتابه المسرحيه العراقيه .اذ كسر مطرود رتابه التجربه الكتابيه النمطيه وقدم نصوصا تجاوزت الروتين الكتابي , واحرجت كل المحاولات التي اصابت الكتابه المسرحيه بالعرج والضمور. ان قاسم مطرود قد تجاوز المالوف في كتاباته وركن الى خبرته المشحونه بالتجربه والدرايه الشعريه والدراميه , فانتج ما انتجه بحبكه وجماليه يندر ان نراها فيما تفرزه التجارب والكتابات المسرحيه لقد مارس قاسم مطرود الكتابه بتجريبيه واحترافيه , وصنع ابطاله من رحم الواقع وعلمهم اسرار البوح كلها وجعلها تتخذ من الرمز والغموض والوجع ادوات للبوح والكشف. ان قاسم مطرود في كل مسرحياته ومنها النصوص الاربعه التي توقفنا عندها كانت الشخصيه هي العنصر المهيمن في بنيه النص , اذ عمق بعدها الدلالي وواقعها الماساوي , حيث بدت في جانب منها شخصيات تعيش حاله الالم والرعب والحرمان والاغتراب ,تومن بوجودها وتمارس وعيها رغم حاله التصدع الداخلي الذي تعيشه وحاله الانفصال, شخصيات موغله في اغترابها وفي ماساتها وفي تصدعها وقهرها, تحمل همومها في ملامحها وتجاعيدها وتدفع ضريبه العبث والتوحش الذي تضخم في واقعنا وتفاصيل حياتنا.