التوجيه؛ تطوره و بلاغته

يدرس هذا المقال فن «التوجيه» في علم البلاغة فإنّه من المحسنات المعنوية في علم البديع الذي يسمّونه العلماء البلاغيين «محتمل الضدين» و «الإبهام». المقصود من هذا الفن هو إيراد الكلام محتملاً لوجهين مختلفين علي السواء مثل المدح و الذم. إنّ بشار بن برد هو أوّل من سبق في استخدام هذا الفن في الأدب و أمّا أوّل من سمّي هذا الفن «التوجيه» هو السكاكي. تهدف هذه الدراسة أن تحلل آراء علماء البلاغة في هذا الفن و الأغراض من استخدامه ثم تشير إلي سير تطوره و تأتي بنماذج من الشعر و النثر لكي تري جماليات هذا الفن و لطائفه و نوادره. نستنتج من هذه الدراسات أن كثيرا من العلماء خلطوا هذا الفن بسائر المحسنات الأدبية ولكن توجد فروق كثيرة و لطيفة بينها. إنّ التوجيه فنّ لا يستخدمه الأدباء فقط بل يستفيد منه كلُّ مَن عنده قليل من الفطنة و الذكاء فلهذا تكون له قيمة بلاغية ممتازة و قلما تهتم به الكتب البلاغية.