موقف حمزة الأصفهاني من التلاقي الثقافي العربي والفارسي

الملخّص تضرب العلاقات الترابطية بين الثقافتين العربية والفارسية بجذورها في أعماق التاريخ خاصة بعد بزوغ شمس الإسلام على بلاد الفارس في القرن الأول للهجرة. ومن الذين تزوَّدوا بثقافة موسوعية ومقدرة أدبية ولغوية وتاريخية واتّجه جُلُّ اهتمامهم نحو الدراسات اللغوية والتاريخية خاصّة بين العربية والفارسية هو حمزة الأصفهاني (280؟ - 360؟ ه.ق) الذي صار محطّ اهتمام الباحثين والناقدين وعنايتهم من قديم الزمن وإن اتُّهم في بعض الأحيان بالنزعات الشعوبية والعنصرية. من هذا المنطلق، يلقي هذا البحث أضواء من خلال المنهج التاريخي – التحليلي، على موقف هذا العالم الموسوعي من الصراع العربي والفارسي الذي كانت قد تأجّجت نيرانه في تلك الحقبة، ضمن التطرّق إلى دوره البارز في التلاقي الثقافي العربي والفارسي. من أهمّ ما توصّلت هذه الدراسة الموجزة إليه، أن حمزة الأصفهاني بسبب اتّساع ثقافته وضخامة محصوله الفكري اهتمّ أكثر ما اهتمّ بالدراسات التاريخية واللغوية وقام بمقارنات قيّمة بين العربية والفارسية عبر رؤية موضوعية غير عنصرية وبذلك حاول في رفع المستوى الثقافي الإسلامي حيث يمكن أن نقول إن حمزة الأصفهاني كان همزة من همزات الوصل بين الثقافتين العربية والفارسية.