أسلوب الحوار الثقافي الناجح مع الآخر في القرآن الكريم حوار النبي موسى(عليه السلام) مع فرعون وملأه أنموذجا

من أهم المشاكل التي يعاني منها العالم أجمع والوطن العربي بالأخص والعراق بالخصوص هي مشكلة الحوار غير المجدي وعدم تقبل أحدنا الآخر، بل يعمل بعضهم على سياسة القتل والإقصاء، مع العلم إن القرآن الكريم قد تحدث عن التآلف بين الناس. وإن الإمام علي (عليه السلام) في نهاية حديثه يقول (ونظم ما بينكم) أي تنظيم أموركم الداخلية والتفاهم فيما بينكم .وبما أن الحوار من أهم ما ينظم حياتنا الاجتماعية وأمورنا الداخلية لذلك يمكن لنا من خلال القرآن الكريم معرفة آليات وأساليب الحوار الناجح واستخلاص نظرة القرآن الكريم عنه . ومن أهم الأسباب التي جعلتني اختار هذا الموضوع هو ما يعانيه العراق على شتى الأصعدة من اختلاف التيارات الدينية وعدم تفهم وتقبل الآخر ، والآخر متعدد في العراق من الناحية الدينية والسياسية ، فأدى ذلك إلى ضعف الحوار فيما بين طوائفه ، وهذا أفضى إلى فشل الحوار فأصبح سلبيا بدلا من أن يكون ايجابيا . لذلك يحث البحث الجامعاتِ و المراكز البحثية أن تخرج بنظريات تحل المشاكل التي تظهر في المجتمعات العراقية والعربية والدولية من خلال الحوار الثقافي الناجح متأسين بما جاءت به النظرية القرآنية حول أهمية الحوار وكيفيته، فقد أعطى القرآن الكريم عدة أمثلة للحوار وعلى جميع المستويات، فكان حوار المؤتلف مع المؤتلف والمختلف مع المختلف والمؤتلف مع المختلف، والحوار المثالي الذي توفرت فيه كل مقومات الكمال ألا وهو حوار الله سبحانه وتعالى مع الملائكة حين أراد استخلاف آدم(عليه السلام) في الأرض0 إلا أن البحث سوف يبحث حوار موسى(عليه السلام) مع فرعون وملأه؛ وذلك لأهمية ما في مناسبات وملابسات ذلك الحوار وكيفية تطبيقه على واقع الحال.