بَعض السُبل المُجدية في النُهوض الحَضاري الإسلامي (تفعيل الحوار القرآني الناجح والتمسك بالوحدة الإسلامية إنموذجا)

إنّ الأمة الإسلامية بشكل عام تعيش حالة من الضعف جراء التشضي وعدم الوئام في ما بينها، الذي عملت عليه عوامل عدّة من أهمها الاستعمار بكلّ أشكاله، ومن المعلوم أن الحلّ لهذه المشكلة لا يتأتى إلى من خلال الاستفادة من التعاليم الاسلامية وفي مقدمتها الاوامر القرانية، وأبرزها التحاور المفضي الى نتيجة ايجابية، فقد وجد في القرآن الكريم أرقى أنواع الحوار، سواء كان ذلك الحوار بين الله سبحانه وتعالى وبين الملائكة، أو بينه وبين الانبياء، أو بين الانبياء وأقوامهم و...، والاستفادة من هذا الاسلوب يوصل الناس الى الاتحاد والتقارب بين الامم أفراداً ومذاهب، ولا يمكن أن يرى هذا الأمر النور بغير غرس ثقافة الوحدة والتقارب الإسلامي، حيث إنّها مسألة بالغة الخطورة في العصر الحاضر، بل في طليعة المسائل الهامة التي يتطلع المسلمون لتحقيقها، وخصوصاً في القرنين الماضيين، حيث برزت حركات تقريبية مباركة ونجحت في كثير من مواقفها وخلقت في كثير من الأماكن روح المودة والمحبة، التي أغاضت القوى الاستعماري والامبريالية، ممّا تحركوا في مواجهتها بشتى السبل، وجراء هذه المواجهة ولصعوبة المرحلة وضعف الإمكانيات برزت ثغرات أعاقت المسيرة، ونحن في هذه الدراسة نسعى لبيان جملة منها لنضعها نصب أعين المهتمين، لدراستها والحلول المقترحة فيها بشكل مركز، للوصول بالأمة الإسلامية إلى بر الأمان، سائلين المولى عزوجل أن يحفظ أمتنا الإسلامية من كل سوء.